جيوبوليتيكيا السياسية الخارجية العراقية: رؤية في معالم التحول الإقليمي- فراس عباس هاشم

 جيوبوليتيكيا السياسية الخارجية العراقية: رؤية في  معالم التحول الإقليمي

 

Iraqi Foreign Policy Geopolitics: A View of the Milestones of Regional Transformation

 

فراس عباس هاشم

Mouna KAMEL TURKI

باحث حاصل على شهادة الدكتوراه من كلية العلوم السياسية - قسم الاستراتيجية / جامعة النهرين -العراق

المقدمة

تمثل السياسة الخارجية واحدة من أهم فاعليات النظم السياسية المعاصرة وبخاصة المتمثلة بالدولة، وتكتسب أهمية أكبر نسبيا ًلدى بلدان عالم الجنوب بسبب الدور المحوري للسياسة الخارجية  في المحافظة على وجودها واستمرارها([1]).

وعليه يمكن القول شهدت السياسة الخارجية العراقية على المستوى الجيوبوليتيكي تحولات ديناميكية خاصة في منطقة الشرق الأوسط ،إذ يسعى العراق من خلالها إلى إبراز صورة تعكس ضرورة احترام مصالحة وهويته القائمة على تأكيد ذاته وضمان استقلاليته في رسم سلوكه تجاه علاقاته الخارجية، كفكرة جاذبة من أجل تخفيف حدة التوتر مع محيط جواره القريب أو البعيد في علاقات قائمة على تحقيق المصالح المتبادلة، مفضله التكيف مع التحولات الجيوبوليتيكية على الساحة الدولية التي أخذت تتشكل نتيجة أزمة جائحة وباء كورونا ،وذلك بالاستناد إلى مقاربة جديدة قائمة على معيار الانفتاح على دوائر متعددة تبعا لأهمية كل دائرة ضمن أهداف السياسة الخارجية العراقية من الناحية الجيوبوليتيكية، في ضوء الثوابت السيادية وبما يحقق أهدافة الاستراتيجية .

ومن هنا نحاول فهم وتفسير سياسة العراق الخارجية وفق مقاربات النظرية التكوينية للسياسية الخارجية التي تنمذج سلوك الدول على أساس تفاعل الهوية والمصلحة، إذ يعد العراق محورا ًجيوبوليتيكيا مهما ًفي المنطقة، ساعد ذلك في بلورة رؤية جديدة كانت بمثابة دافع قوي لكي يسجل حضوره ومواقفة من القضايا الإقليمية ،في ظل تصاعد حدة التحديات الداخلية سواء الأمنية أو الاقتصادية فضلاً عن الخارجية ،لا سيما التنافس والصراع بين الولايات المتحدة وإيران في المنطقة والتي جزء منها صراع جيوبوليتيكي يترجم على أرض الواقع، والعراق جزء منها باعتباره احد ساحات التأثير في المنطقة ،ولذلك في إطار التوجهات الجديدة للدبلوماسية العراقية تسعى إلى اتخاذ مواقف تؤمن له تجنب تأثيرات تلك المواجهة على الساحة الداخلية.

  وبناء على ذلك جاءت أهمية الدراسة انطلاقاً من كونها محاولة لتتبع التحركات الخارجية للسياسة الخارجية العراقية للعراق  بناء على السياق الخطابي الخارجي في ظل بيئة إقليمية تشهد مزيد من الأحداث والتوترات والتي تقضي وضع أسس واضحة تبنى على أساسها مستوى علاقاته الخارجية ، ثم تنطلق من منظور يقتضي وترقية سلوك الأداء الخارجي العراقي نحو مزيد من الانفتاح والتعاون مع دول المحيط الإقليمي.

وبالتالي ممكن طرح فرضية للدراسة مفادها "تنطوي التحولات الجديدة في السياسة الخارجية العراقية اضافة ضرورية  لطبيعة الأسس التي تتحدد على اساسها علاقات العراق الخارجية في  منطقة الشرق الأوسط ". وتنطلق إشكالية الدراسة حول "شكلت توجهات العراق الخارجية في خضم التحولات الإقليمية الجديدة في المنطقة عن  احتمالية قدرة العراق في استيعاب التطورات في إعادة صياغة أدائه الخارجي تجاه المحاور الجغرافية الإقليمية ".

أما منهجية الدراسة يفرض علينا تناول هذا الموضوع إتباع أكثر من منهج بحسب اقتضاء الضرورة، فقد استخدم المنهج الوصفي خلال دارسة طبيعة التطورات التي شهدتها البيئة الجيوبوليتيكية في المنطقة ، وانعكاساتها على مسارات تطور السياسة الخارجية العراقية. كما جرى توظيف المنهج الاستقرائي لفهم منطلقات التحرك  الخارجي للعراق مع التحولات التي تشهدها بيئة الجور الجغرافي المحيط به ، وصعود فرص التغيير على الساحة الإقليمية.

واتساقاً مع ما تقدم سيتم توزيع هيكلية الدراسة إلى ثلاث مباحث ، تناول المبحث الأول : مدلولات الجيوبوليتيكيا العراقية وحدود مجالات التغيير. أما المبحث الثاني فيركز على: توليف ديناميكا السياسة الخارجية واختراق الفضاء المكاني. في حين يتناول المبحث الثالث : معالم التعقيدات الجيوسياسة وأثرها في مسارات النهوض .

المبحث الأول: مدلولات الجيوبوليتيكيا العراقية وحدود مجالات التغيير

تأتي سياسة الخارجية العراقية وتحركاتها في البيئة الإقليمية الجديدة التي اخذت تتشكل في جواره الجغرافي، انطلاقاً من تطورات الأحداث السياسية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط، فضلا ًعن أولويات البرنامج السياسي للحكومة العراقية التي ارتكزت على تصورات جديدة ،كانت بمثابة أساس فكري لأثبات العراق لهويته وتأكيد ذاته، وقد تسجد ذلك بإعادة إنتاج العراق لعلاقاته الخارجية واستعادة دورة على الساحة الإقليمية، بعد أن خسرها بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في العام(2003) تتمثل بتوظيف أدوات التمكين لدية بفعل موقعة الجيوبوليتيكي في البحث عن تحقيق أهدافه ومصالحة  الاستراتيجية .



([1]) عقيل سعيد محفوض ، السياسة الخارجية التركية : الاستمرارية –التغيير ،( بيروت : المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ، 2012)، ص 23.

من أجل تحميل هذا المقال كاملا إضغط هنا أو أسفله على الصورة


قانونك

من أجل تحميل هذا العدد السادس - إضغط هنا أو أسفله على الصورة

مجلة قانونك - العدد الثالث